طوني حداد
بعض “التقاة” يدخلون بكثافة الى مواقع الجنس الاباحيه على الشبكه “الانترنيتيه” وبعد أن يمتعوا ناظريهم بما دخلوا أساسا لرؤيته يأخذون بكتابة التعليقات المشفوعة بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبويه الشريفه عن مكارم الأخلاق وضرورة الترفع عن الرذائل ويشنون حرباً شعواء على هذه المواقع مشغليها ومرتاديها مهددينهم بالويل والثبور وعظائم الأمور مذكرينهم بحساب الآخره وأهوال جهنم التي صنعها الله لأمثالهم من الفجره ..
هؤلاء “التقاة” لايقدمون لنا سبباً أو تفسيراً لماذا هم هنا ؟
ماذا يفعلون في مواقع ال”سيكس″ هذه ؟
أبَعدَ “الإستمناء” على صورالعاريات ومقاطع الفيديو الساخنه اخذوا يعظون أهل الضلال؟!
في إحدى قضايا “بوليس الاداب” الطريفه بمصر أن تم القاء القبض على أحد “المشايخ” في وكر دعاره وعند استجوابه قال : “كنت هنا لأهدي هؤلاء القوم الفاسقين لعلّهم يكفّون عن ارتكاب المنكر والفاحشة والزنى فيكون لي الأجر والثواب “..!
مثَلُ هؤلاء “التقاة” الأدعياء المنافقين مَثلُ عصابة حماس “الإخونجيه” وقياداتها .
أذكر هذا الكلام اليوم في سياق الحملة التي تشنها “حماس” على “محمود عباس” لحضوره جنازة المجرم الصهيوني “شيمون بيريز” .
نعم “عباس” خائن وعميل لاشكّ في ذلك ولاجديد تحت الشمس , “هذه بضاعتنا وقد ردّت الينا” كما قالت العرب ومحمود عباس وعصابة “اوسلو” هذه بضاعتهم..بضاعة الخسة والتآمر على القضية الفلسطينيه لسحبها من التداول وإنهائها واغتيال حقّ العوده والمتاجره بدم الشعب الفلسطيني وشهدائه الأبرار استرضاءً للكيان الغاصب الذي هو من نصّبهم بعد أن قدموا له أوراق اعتمادهم على أن يكونوا عصاهُ الغليظةَ وأنيابه السامة لقمع الانتفاضات الفلسطينيه المتعاقبه وحراسة المغتصبات الصهيونيه وزج المقاومين في السجون أو تسليم رقابهم للسكين “الاسرائيليه”.
ولكن هل تختلف “حماس” وقياداتها من “الاخونج” عن المتهافتين أرباب سلطة “اوسلو” ؟
كلا..البتّه..
هما وجهان لعملة واحده.. عملة الغدر والخيانة والتآمر والصفقات المشبوهة وطعن المقاومة والمقاومين في الظهر .
هل من داع لنعدد ماذا فعلت “حماس” وماذا كان دورها في مؤامرة مايسمى الربيع العربي وغدرها لمحور المقاومة ؟
هل من داع لنذكر بدورها القذر في التآمر على سوريه وايران وحزب الله خدمةً للصهاينه وأعراب الشقاق والنفاق نواطير الغاز والكاز مثلاً ؟
دورها في ذبح الشعب السوري وتفتيت سوريه التي احتضنتها ودعمتها بالاشتراك مع ذئاب داعش والنصره وملحقاتهما ؟
هل من داع لنذكّر بانبطاحها تحت أقدام عصابة بني سعود ومشيخة قطر الصهيونيه والسلطان العثماني السافل “اردوغان” ؟
حماس- وهي “القحباء” التي آخر من يحقّ لها المحاضرة بالعفاف – ليست أقل وساخة وتهافتاً وعمالة من “عباس” وسلطته, وما حملتها المنافقه ضد حضور جنازة السفاح “بيريز” سوى “تشاطر” ساذج مكشوف وذرّ للرماد في العيون التي لم يعد يعميها شعارات المقاومه الكاذبه التي ترفعها شركة مقاولات الدم الفلسطيني لصاحبها “خالد مشعل والأربعين حرامي وشركاه ”
فقط دعونا نذكّر – لعلّ الذكرى- بأن “مشعل والأربعين حرامي” قبل أربع سنوات برّروا أو صمتوا وابتلعوا ألسنتهم النجسه حين أرسل صاحبهم “محمد مرسي” رسالته المشهورة للسفاح “بيريز″معنوناً اياها ب (صديقي العزيز) ..
هؤلاء أيضا تفهّموا وبرّروا بانتهازيتهم العريقه إعادة سفارة خليفتهم “اردوغان” الى الكيان الغاصب وكالوا المدائح له “لحكمته وبعد نظره” وجعلوا من أنفسهم “حريم السلطان”..!
ولاننسى بأن قادتها “مشعل والأربعين حرامي” ينامون اليوم بحضن “ابن موزه” ويسبّحون بحمد مشيخة “آل ثاني” التي استقبلت بكل وقاحة المقبور “بيريز” استقبال الفاتحين وأقامت له المآدب والولائم والمهرجانات التكريميّه .
هذا غيض من فيض نفاقهم وخيانتهم وامتهانهم صناعة العار.
أفهل مثل هؤلاء أدعياء التقوى وهم “الأشدّ كفراً ونفاقاً” يحقّ لهم أن ينصّبوا أنفسهم واعظين بالأخلاق والشرف والوطنيه ؟
رحم الله أمير الشعراء “أحمد شوقي” الذي قال في إحدى قصائده الخالده :
برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتدينا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا
هذا هو حال 99 بالمائة من قيادات السنة السياسيين والدينيين , بل ان عمائم مشايخهم عبارة اوراق تين لستر عورات سياسييهم بعد ان يزنوا ويفتضحوا
دافع محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدينية عن مشاركة الأخير ووفد موسع من السلطة في جنازة “شمعون بيريز” وقال إن الرسول محمد لو كان حياً بيننا لشارك بهذه الجنازة.
ونقلا عن شام تايمز قال الهباش إن: “هذه المشاركة تأتي في إطار “الحنكة السياسية” و”قطع الطريق على المتربصين بالمشروع الوطني” الذين أرادوا أن يضعوا الرئيس في موقف محرج ليرفض المشاركة ويظهر بأنه معادي للسلام والتوجهات الدولية” حسب قوله.
وأضاف الهباش بكل ثقة أن “الرسول لو كان حيا بيننا لشارك بهذه الجنازة”، وأكد على قوله هذا بأن “الرسول عليه السلام شارك بجنازة جاره اليهودي، وما بيريز إلا جار شئتم أم ابيتم”، حسب تفسيره لأقوال الرسول.
واستشهد الهباش بحديث منقول عن الرسول حدث أثناء جنازة يهودي يقول فيه الرسول في نهايته “أليست نفساً”، مبررا لرئيسه مشاركته في عزاء أحد أكبر مجرمي الكيان “الإسرائيلي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق