08‏/08‏/2010

من علماء ومشايخ التكفير والارهاب السعوديين


المصدر


خدمة الشهاب
عرف الشيخ علي الخضير كأحد المراجع الأساسيين الذين يستند لهم تيار "السلفية الجهادية" إلى جانب عمر أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد الدرقاوي المقدسي وأبو بصير مصطفى بن حليمة وناصر الفهد والخالدي وغيرهم في الاستنباطات الفقهية المرتبطة بنوازل الجهاد وخصوصا ما تعلق منها بظواهر العنف الأعمى التي استشرت في البلاد الإسلامية مثل الجزائر ومصر والمغرب وأخيرا السعودية.

وفي غمرة تداعيات الأحداث الأخيرة في العربية السعودية وخصوصا أحداث مكة وتفجيرات الرياض التي جعلت الشيخ يبكي على حد قوله "أحزنني كثيراً .. لما سمعت هذا الخبر ما تمالكت إلا أن بكيت من شدة الخطأ العظيم الذي سوف يترتب عليه مفاسد عظيمة." مما جعله ينتبه إلى خطورة عدد من الفتاوى التي أصدرها والتي اعتمدت على إحياء الفتاوى التاريخية مستصحبا أحوالا قديمة على وقائع معاصرة أفضت إلى تنزيلات ملتبسة قاست الحاضر على الماضي وكان المآل هو إفساد في الأرض، مما أدى به إلى التراجع عن هذه "الإجتهادات" وطلب مقابلة مع التلفزيون السعودي - القناة الأولى لإبراء ذمته أمام الله وأمام الناس...
وقد كان الشيخ علي الخضير قد اعتقل في 28 مايي الماضي، في مداهمة أمنية وقد اعتقل معه كل من ناصر الفهد واحمد الخالدي. وقد اوردت مصادر اعلامية أن ناصر الفهد المعروف هو أيضا بفتاويه الخطيرة سيظهر خلال اليوم أو الغد في مقابلة تلفزيونية على القناة الأولى من التلفزيون السعودي يعلن فيها تراجعه عن ما صدر منه من فتاوى سابقة.

وقال الشيخ الخضير فيما يتعلق بفتواه الخاصة بدفع الصائل والتي اتخذت ذريعة للمواجهة لأنها تشريع للدفاع عن النفس على عمومه "هذه الفتاوى قديما أفتى فيها العلماء وكان التصور فيها القديم يختلف عن التصور الحاصل الآن لعدة أسباب أولا أنها استغلت هذه المسألة في قتل المسلمين أنفسهم إذا حدد مثلا جهة أنها كافرة فتجده يقتل هذه الجهة وان كان معها أطفال بحجة التترس فتوسع في هذه الفتوى وتوسع في هذا المقال وإلا هي ثابتة قديماً بالنسبة للحالات التي كانت يعني واقعة في الزمن القديم".

تراجع الشيخ الخضير مهم على المستوى المنهجي لأنه يطرح إشكال أدوات الاستنباط للأحكام الشرعية كما تطورت في مدرسة السلفية المعاصرة بمختلف تلاوينها وخصوصا من جانب إهمال مناط الحكم الشرعي ومآله كما هو التفصيل عند علماء مقاصد الشريعة ومنهم الإمام الشاطبي رحمه الله وهو البعد الغائب في نسق الفتوى المعولمة المعاصرة. وفي مستوى آخر يطرح إشكالية الفتوى التراثية ومصداقيتها التاريخية لأن الاستصحاب اجتهادات العلماء الأولون بشكل نمطي جاهز دون الأخذ بعين الاعتبار بعد الزمان والمكان المحدد لشروط تنزيل الفتوى وتطبيقها يفضي إلى تلبيس الأحكام الشرعية وتعريضها إلى التناقض.

مراجعات الشيخ الخضير واستدراكاته، التي تؤكد المصادر الموثوقة أنها جاءت بإرادة ذاتية بعيدة عن أي إكراه، تزيد من قيمة الشيخ ومكانته ومصداقيته أمام الرأي العام الإسلامي وتفتح المجال لمراجعة فتاوى "السلفية الجهادية" التي تحولت إلى طبعة سنية معاصرة لتجربة الخوارج التاريخية!!

ليست هناك تعليقات: